أقلام صادقه
الكاتبه وفاء القناوى ترحب بزائريها مع التمنيات بقضاء وقت طيب

https://encrypted-tbn2.google.com/images?q=tbn:ANd9GcQwo7IN4FbHCOW088TP5t7Nwl_PzNdaDYofOQsoLjJTzrngjBqez3fc6Bmd

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أقلام صادقه
الكاتبه وفاء القناوى ترحب بزائريها مع التمنيات بقضاء وقت طيب

https://encrypted-tbn2.google.com/images?q=tbn:ANd9GcQwo7IN4FbHCOW088TP5t7Nwl_PzNdaDYofOQsoLjJTzrngjBqez3fc6Bmd
أقلام صادقه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

امرأة فى أزمة

اذهب الى الأسفل

امرأة فى أزمة Empty امرأة فى أزمة

مُساهمة  وفاءالقناوى الأربعاء يونيو 27, 2012 6:49 am


رباب طفلة ذات ملامح أوربية ولدت فى أسرة عادية وكانت الوسطى , ولجمالها الأخاذ كان من الطبيعى أن يحبها الجميع ما عدا أفراد أسرتها حيث أنها لم تحظى بالحب لانها لم تكن الابنه الكبرى وأول ما رأت العين , ولم تكن الابن الأصغر الوحيد المدلل , ولأنها كانت تشبه الى حد كبير والدتها لم تنال أيضا حب أسرة والدها لعدم حبهم لوالدتها . هكذا كان قدرها أن تعيش وحيدة وهى مازالت فى عالم الطفوله والبراءة , وتقوقعت على نفسها أكثر وأكثر وعرفت أقدامها الصغيرة عيادات الأطباء النفسانيين فقد شغل حالها أحد أقارب والدتها , فانشغل بها باحثا عن علاج لها ولم تهتم الاسرة مع الأسف , وأخذ على عاتقه اخراجها من وحدتها , وكل يوم يأخذها على دراجته ويتنزه بها فى شوارع المدينه التى يعيشون فيها .

وهكذا كبرت رباب وكبرت معها وحدتها وعزلتها فلم تجد لنفسها مكان فى اسرتها ولم تشغل بالهم فى شئ رغم تفوقها وكأنها ليس لها وجود بينهم , راحت رباب تصنع عالمها الخاص بها وحدها فلم يكن يشاركها هذا العالم غير الكتاب أى كتاب كانت تستطيع الحصول عليه يكون هو رفيقها الى أن تنتهى من قراءته , تعودت رباب الخروج من البيت مع شروق الشمس ولم يبال بها أحد فى البيت وترجع قبل حلول الظلام سعيدة بمرور يوم من حياتها , أما ماذا كانت تفعل وكيف تقضى يومها فقد كانت تقضيه بين الكتب فى المكتبات العامة وبعد ان تغلق أبوابها تذهب الى أكشاك الجرائد وتقف بجوارها تتصفح كل ماهو متاح لها أن تقرأه, ومع هذا الروتين اليومى أصبحت صديقة صغيرة لأغلب بائعى المجلات والكتب والجرائد , وأصبحت تقابل بود وترحاب مما كان له الأثر الطيب فى نفسها وزادها اصرار على المزيد من المعرفة . وعندما ترجع الى البيت تذهب الى السرير دون حوار مع أحد تنام وتحلم وتنسج حلمها وتنسج بطولات وقصص هى بالتأكيد البطله فيها , ولما لا وهى كانت أمل كل شاب وكل أسرة لجمالها وثقافتها وأخلاقها التى تتحلى بها , ولكن ما أقساها تلك الحياة التى تعيشها وأثرت فى داخلها مع الوقت . وهاهى تباع للعريس الذى يملك أكثر ولن يكلفها شئ , لماذا هذا ؟ ولماذا أباع دون أخذ رأى أو مشورة ,أخذت تصرخ بأعلى صوتها لعل أحد من أفراد أسرتها يسمع لها , ولكن هيهات أن يسمع لها أحد فمنذ متى ويستمع لها أحد , هل يستمع الان ؟؟؟!!!!!!
بالتأكيد لا وألف لا وهاهى تساق الى حياة جديدة وبيت جديد لم تراه ولم تفرح بإعداده مثل باقى الصبايا, والدموع والعبرات تنساب على الخدود والجمال اصبح يكسوه الحزن الدفين الذى طل من جديد يعلن عن وجوده برفقتها , ودخلت بيتها وقامت تصلى وتبتهل الى الله أن يعوضها خيرا ويبدلها حياة أفضل مما كانت لديها وناس أفضل ممن حسبوا عليها أهل وخلان , ومرت الايام والسنين ولكن لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن فلم تجد ما حلمت به , وأملت أن يكون تعويض لها فقد كان الزوج مجنون بعمله لا يشغله غيره ويتفانى فى اعطائه كل الوقت والاهتمام ,وأخذها وسافر الى احدى الدول العربية وأصبحت غريبه مرة أخرى الاولى كانت غريبة بين الأهل والآن غريبة الوطن, وتعايشت مع الوضع وتأقلمت بعد مجئ الاطفال الصغار وانشعلت بهم ومعهم ودارت بها الأيام إلى أن استيقظت على خبر موت زوجها فى حادث وهو راجع من عمله.

وقفت حيرى ماذا تفعل ولمن تلجأ ولم تجد غيره سبحانه وكعادتها ابتهلت الى الله أن يعينها ورجعت الى بلدها بأطفالها ولم تجد أحد فى انتظارها فقد تقطت السبل بينها وبين الجميع بفعل القسوة وبفعل الغربة , واحتضنت صغارها وأخذت على عاتقها تربيتهم حتى شبوا عن الطوق وكل رحل يشق طريقه فى الحياة , هاهى أدت الرسالة على أكمل وجه ولكن الان بعد مرور السنين تطل الجراح والاحزان مرة أخرى فهاهى تعود وحيدة بعد انفراط حبات العقد, هاهى تقضى يومها دون كلمة الا اذا تحدث اليها الابناء وفجأة وجدت نفسها تصرخ بأعلى صوت لن أعيش الان وحيدة مرة أخرى ولن أقبل بالوحدة رفيق , ولكن كيف لها هذا هل تبحث عن الحب الذى افتقدته هل تبحث عمن يعوضها لان الاهل لن يستيقظوا من نومهم ويروا قسوتهم وما جنته أيديهم فى حقها, الان فقط من حقها أن تأخذ قرار حياتها حتى ولو كان متأخرا على الاقل أدت الرسالة ولن يلومها أحد , وهل ستلام ويقال أنها لم تحفظ العهد لشريك حياتها الراحل , لالالالا لن يهمها الان هذا الكلام أو الملام من أحد ولكن كيف لها أن تختار وتقرر وتأخذ مالم تستطيع أن تاخذه فى يوم من الايام , ظلت فى حيرتها هذه لا تدرى مالعمل وكيف السبيل من الخروج من الوحدة وراحت تتساءل هل تستطيع أن تفعلها !!!!!

وفاء القناوى

وفاءالقناوى

عدد المساهمات : 57
نقاط : 170
السٌّمعَة : 15
تاريخ التسجيل : 23/06/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى