امرأة وحيدة على حافة الهاوية (قصة كل امرأة )

امرأة وحيدة على حافة الهاوية (قصة كل امرأة )

كانت تنظر محملقة الى الفراغ امامها
مقطبة الجبين
منكسرة الملامح
لا تفكر فى شئ بعينه
لكنها تتجول خلال ذكرياتها كمن يركب القطار الافعوانى فى مدينة الملاهى
لم تقوى على الاحتمال
تريد ان تنهض لكن ارادتها المحطمة تأبى ان تساعدها
ظلت جالسة على فراشها تصارع رغبتها فى الاستسلام لذكرياتها
و تحاول البحث عن سبب يدفعها للنهوض قبل ان تغرق تماما فى بئر الاكتئاب
تذكرت السبب الوحيد الذى طالما تشبثت من اجله بما بقى من عقلها
اطفالها
لولاهم لتركت عقلها يهرب من هذا العذاب
لولاهم لرحبت بالجنون
بل و تقبلته بكل لهفة
فحالتها لم تعد تحتمل
قلبها يعتصره مجموعة كبيرة من الاحاسيس المميتة التى لا يتسع المجال لذكرها كلها
و عقلها تتقاذفه امواج تقلباتها
فتارة يغلب عليه الحكمة
و تارة يرحب بفكرة الجنون للخلاص مما هو فيه
لكن هل حقا الجنون راحة؟
ام هو نوع اخر من العذاب
لو فقط تستطيع ان تعرف الاجابة..............
فكرة غريبة طرأت فى ذهنها فجأة
فكرة مجنونة لكنها عبقرية فى نفس الوقت
قفزت من السرير فورا و احضرت اللاب توب الخاص بها
ابتسمت لنفسها بسخرية
فهذا الجهاز كان من المفترض ان يكون همزة الوصل بينها و بين زوجها المسافر
لكنه فى الحقيقة المسرح الذى يستضيف كل يوم فصلا جديدا من شجاراتهم الزوجية
و ها هو الان سيصبح وسيلة لتلقينه درسا سيقلب حياته رأسا على عقب
لا لا لا !
لا تذهب بكم الظنون بعيدا
فهى اعقل من ان تقع فى خطأ كهذا
لن تبرر لنفسها البحث عن الحب مع رجل اخر كما تفعل الكثيرات
بل سوف تلجأ لحبها الاول
حبها الوحيد
نعم فهى بالرغم من كل شئ مازالت تحبه
بل تحبه اكثر من اى وقت مضى
فهى تحتاجه اكثر من اى وقت مضى
فالمرأة فى منتصف العمر لا تحتاج الى الحب فقط
بل تحتاج الى الحنان و الاهتمام
تحتاج من يستمع اليها و يتفهمها
تحتاج من يشاركها احاسيسها و ينتشلها من الاحساس بالنبذ
تحتاج ان تستمتع بما بقى من ايام معدودات فى شبابها قبل ان يولى تماما
لكن المشكلة انه رجل
لا يفهم المرأة
او بمعنى اصح لا يفهم زوجته
فقد حاولت مرات و مرات ان تشرح له احتياجاتها لكن هذا لم يزده الا بعدا
اما لو كانت امرأة اخرى غير زوجته
فهو بكل تأكيد سوف يستمع اليها باهتمام
بل و يتعاطف معها و يلعن هذا الزوج القاسى الذى عرض مخلوقة رقيقة كهذه الى الوحدة و الحزن
هذا ما سوف تفعله تماما
سوف تكون امرأة اخرى
سوف تراسله باسم مستعار
و تطلب مساعدته فى حل خلافاتها مع زوجها
و بالطبع هو لن يرفض بدافع الشهامة!
و عندها سوف تكون قد ضربت اكثر من عصفورين بحجر
سوف تتحدث مع حبيبها بحرية و تعبر له عن كل ما بداخلها بدون خوف من ردة فعله
فهو بالطبع لن يصد امرأة ضعيفة لجأت له ليخفف عنها
و سوف تجعله يفهم كيف تشعر المرأة التى لا يهتم بها زوجها
فمادامت ليست زوجته سيفهمها بل و يؤيدها فى وجهة نظرها
و سوف تجعل ضميره يؤنبه لكلامه مع غيرها فيعوضها بمزيد من الاهتمام
فلطالما سمعت ان الذى يخون زوجته تفضحه هداياه و اهتمامه الغير معتاد بها
لقد عقدت العزم تماما على المضى قدما فى هذه الخطة الجهنمية
لكنها لم تستطع ان تمنع اوصالها من الارتعاد و هى تفكر فى العواقب
ماذا سوف يكون شعورها اذا استجاب زوجها لهذه المرأة الغريبة؟
الى اى مدى سوف يتمادى معها فى هذه العلاقة؟
ماذا سيكون مصيرها اذا افتضح امرها؟.........
هل هذا هو اول الطريق الى الجنون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لم يمنعها كل هذا من البدء فى مخططها
فها هى تحاول عمل ايميل باسم جديد
لكنها تواجه مشكلة فى التسجيل
هل هذه اشارة من السماء؟
فرصة اخيرة لتعود الى رشدها و تدعها من هذا الجنون؟
لم يعد يهمها شئ !
فالجنون هو القشة الاخيرة المتبقية لتتعلق بها
سوف تحاول مرة اخرى

لا يمكن ان تفنى النار بالنار فالذى تفعله هذه الزوجة هو اللعب بالنار وخطتها مهما ارتأت فيها من مزايا الا انها سلاح ذو حدين ربنا يستر لما زوجها يعلم ما دبرته فكل شئ يغتفر الا الخيانه واللعب على المشاعر ولن ينسى لها هذا