وسقطت الأقنعة

وسقطت الأقنعة

القناع هو ما يوضع على الوجه ليخفى معالم وتفاصيل الوجه الحقيقى ,نحن فى زمن الزيف والوجوه الملونة والمتلونة , لم نعد نميز بين ماهو صادق وما هو كاذب , نثق بمن؟؟ ونرتاب فى من ؟ فقد نضع ثقتنا فى أشخاص وتأتى طعنتهم من الخلف معلنه صداها الذى يهزك , ويهز كل ما آمنت به معلنه سقوط الثقة وسقوط القناع الذى وثقت به ولم تدرك حقيقته وما يخفى وراءه , فتعلو الدهشة وجهك , ويرتسم الذهول فى عينيك , ويعتصر الألم قلبك وتسأل نفسك ملايين الأسئلة , ماذا تصدق!!!وماذا تكذب!!!!
هاهى الأقنعة تسقط وتتساقط وتكشف ما يختبئ وراءها من زيف ووجوه ملونة كالحرباء , وجوه كانت جميلة ظاهرة للعيان ولكنها للأسف خادعة ماكرة تختفى وراء أقنعة , هى بلا شك قلوب مشوهة تدعى الطهر والفضيلة , وتلبس لباس الورع والتقوى , وتمنح الرضا وصك الغفران للمقربين منها , هى أقنعة لوجوه سافرة , تتعرى وتظهر على حقيقتها ويظهر قبح منظرها بمجرد أن يتساقط عليها قليلا من قطرات المطر ....
عندما تسقط الأقنعة كسقوط أوراق الأشجار فى الخريف , وتتعرى الأجساد وتتكشف العورات , تظهر الحقيقة التى توارت خلف الأقنعة تلك التى أ صبغت على صاحبها صورة لا تمت الى حقيقته بأى صلة وهو الى الثعالب أقرب مايكون غرباء أنتم أيها البشر الزائفون .....ماذا تفعلون؟؟؟؟؟
أليس الوجه الحقيقى الطيب الملامح الذى خلقه الله سبحانه أفضل من الأقنعة الزائفة؟ فقد جعلتنا نبدو كالسذج البلهاء عندما وثقنا بكم , وأشعرتنا باليأس وفقدان الثقة بأنفسنا وبالآخرين جميعا ,حتى اننا قد نقر بأنه علينا ارتداء تلك الأقنعة أيضا مثل الآخرين , ولكن حكمة العقل تمنعنا , وخوفنا من الله يعصمنا .
فجأة تسقط الأقنعة مرة واحدة لتصل الحقيقة الخافية عنا بوجهها القبيح ,لتظهر ماكان للوجوه من زيف , هنا.....تسمع صوت الحق بدون ريب , فما كانت لتسقط لولا أن شاءت الأقدار , ليذهب الليل معلنا قدوم النهار , وينقشع الظلام أمام وهج الأنوار .
ومهما العيون بكت وأدمعت ومهما الشفاة قالت وتأوهت فصبرا جميلا لمن صدم فى وجوه سقطت عها الأقنعة , ربما قد يأتى يوم يكون فيه الناس على حقيقتهم بلا أقنعة وبلا زيف أو خداع , ويعلموا أننا جميعا راحلون ولن يبقى الا الذكرى , فياأيها القلب الطاهر البرئ لايخدعنك البريق فليس كل مايلمع من بعيد ذهبا , وأنتى يانفس لكى منى دمعة حزن وأسى لأنك لم تكتشفى الخداع قبل أن تسقط الأقنعة