دروب الحقيقة بين الواقع والخيال

....كلمات قرأتها شدت انتباهى وشتت ذهنى وفكرى , جعلتنى أشرد بذهنى بعيدا جدا , قد تكون كلمات مجردة مكونة من عدة حروف ولكن كان لوقعها فى النفس أثر شديد جدا, احساس بالرعب والهلع والخوف , أحاسيس مخيفة سرت فى جسدى ورعشة لم استشعرها من قبل, وتساءلت ... هل من الممكن أن يكون لكلمات هذا المفعول وهذا السحر العجيب ؟ !!!!...فلم يكن سحرها من منطلق البلاغة الجمالية فى الاسلوب والتعبير وانما من كونها حقيقة مجردة ولكن ليست كأى حقيقه
دائما نقول الحقيقة لها مرار العلقم ولا نتقبلها ولكن أن يكون للحقيقة وجه آخر ومعنى آخر , انها مخيفة لدرجة انك بمعرفتها قد تكون دخلت بقدمك وليس بفكرك وخيالك الى عالم العقارب أو قل دخلت فى عش الدبابير أو .....أجدنى الآن أعجز عن وصف هذا الشعور وأنا من كنت أطوع الحروف والكلمات كيفما أريد , أيكون الرعب الذى أشعر به قد أوصلنى لهذا العجز الذى دب فى عقلى قبل أن يدب فى يدى؟؟؟
ياألله هل وصل الحال بالانسان الى أن يتفوق على ابليس فى شره وتدبير المكائد؟؟؟ وهل وصلنا الى الحد الذى تلغى فيه الانسانية بكل ماتحمله الكلمة من معنى!!! مالذى حدث وأوصل الحال الى ماهو عليه وما نراه الآن , لقد ماتت الضمائر وخربت الذمم وانعدم الاحساس وضاعت القيم , ألم نعد نخاف الله الى هذه الدرجة ؟ هل وصل بنا الحال الى أقصى درجات الاستهانة بالثواب والعقاب والجنة والنار؟ أهو تأثير الاعلام بآلاته وأدواته المتنوعة !!
لقد اختفى الايمان من القلوب وماتت الضمائر , وأصبح الدين مجرد قشرة ظاهرية وضاع جوهر الاسلام وأصبح مجرد اسم ننتمى اليه فقط ,ترى ماهى الأسباب والدوافع التى أدت الى هذا ولمصلحة من يتم قتل الضمير ومن المستفيد من ابتعادنا عن جوهر ديننا وتعاليمه السمحة , من وراء ضياع شبابنا ؟ وانغماسهم فى كل ما يأخذ العقل ويذهبه فى سبات عميق ويدمر الفكر , من الذى ساعد على ظهور خفافيش الظلام هذه؟أسئلة كثيرة تتداعى فى عقلى وتتصارع تبحث عن اجابة شافية قد يكون فيها الدواء للداء الذى تفشى وتوغل فى القلوب قبل العقول ,قد آن الآوان لأن يأتى من يكتشف ويجتث هذه الامراض من جذورها ويزرع مكانها زهور المحبة وسنابل الخير .

وفاء القناوى