الحياة لاتدوم لأحد

.....تجتاحنا فى بعض الأوقات مشاعر مختلفة ليست موجهة الى أشخاص معينة ولكنها تكون تأكيد أننا على قيد الحياة ولنشعر بكياننا . هى صحوة للمشاعر من التبلد الذى يوحى بأنه لا يوجد حياة فتكون قلوبنا مثل الارض الجرداء الجدباء .من بعيد نلمح أطياف وأطياف , وجوه غير واضحة كأنها قادمة الينا ومن أجلنا فقط وكأنهم قد شعروا بوحدتنا وبأرواحنا المنهكة ومشاعرنا المتجمده نفتقد وجود البشر من حولنا .....نحاول التقرب اليهم والتودد لهم نفرح بهم فلا مكان للحزن ولا موطن للألم ولكن الفرح لايدوم فهو كالعملة النادرة فى زمن الحزن فيه عرض مستمر حيث يأتى فيغرقنا فى بحره المتلاطم تتقاذفنا أمواجه دون منقذ , جراحنا تنزف ولا يشعر بها أحد غيرنا ولا يراها سوانا .هكذا هى الحياة لحظة سعادة ولحظات الم , نلتقى ونفترق وتصبح لنا الذكريات فى داخل كل منا , كل يوم نعيشه نتعلم قيمة ماعشناه ونعرف قيمة من اقتربنا منهم ومن فارقونا ونخرج بحكمة الأيام والسنين لايهم مركز ولا يهم اسم ,انما القيمة الحقيقية هى الأخلاق والقيم والمبادئ بلا رياء وبلا غرور قد يقضى على الأخضر واليابس نتعامل بكل اخلاص بما يمليه علينا ضميرنا بلا تملق وبلا نفاق لأصحاب النفوس المريضة التى أعمتهم الدنيا وأمنوا لها ونسوا أنها فى وقت قد تعطى لهم ظهرها وتأخذ منهم قيمة ماأعطتهم , وأخيرا نصل الى نقطة النهاية فكلنا واصلون اليها لا محاله هاهو الفراق الأبدى بمراره فهو قدر لا مفر لنا منه ....كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ...فاذا كانت البد ايات مخيفه والنهايات حزينة فعلينا أن نتخطى ما بينهما ولا نعود للماضى فلا نحيط قلوبنا بدائرة من الحزن ونرويها من كاسات الألم وتصبح جدباء كما كانت لايغرس فيها ثمر وان غرس لاينبت أبدا واذا اعتبرنا أن اليوم هو فقط أخر الايام فى حياتنا فلا هناك غد فلنجعله أفضل الايام حيث لا يوم بعده , ولنعلم أن الحياة لاتدوم لأحد الا لوجه الله سبحانه وتعالى وهذه سنة الحياة فالدنيا اذا كست أوكست واذا أينعت نعت واذا جلت أوجلت وكم من ملك رفعت له علامات فلما علا ....مات
ياأيها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور .....صدق الله العظيم

وفاء القناوى