ماذا أعددت للموت؟

ماذا اعددت للموت؟
كان الباص يسير مسرعا من مكة الى المدينه المنورة وكنت أنظر من النافذه لكى أرى الطريق الذى مشى فيه رسولنا الكريم صلى الله
عليه وسلم بقدميه الشريفتين , ولكن وقع نظرى على شئ مكتوب على الأرض فى الرمال البعيدة كتب بصخور بيضاء صغيرة جملة
واحدة ولكنها كانت غير أى جملة لقد كتب {{ماذا أعددت للموت؟}}يا ألله جملة استفهاميه ولكنها تحمل أكثر من معنى فهو دعوة للتذكرة
بهادم اللذات ومفرق الجماعات, فأن الموت لا ريب فيه ويقين لاشك فيه وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد
، فمن يجادل في الموت وسكرته؟! ومن يخاصم في القبر وضمته؟! ومن يقدر على تأخير موته وتأجيل ساعته؟ فإذا جاء أجلهم لا
يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.فلماذا الغرور وسوف يأكلنا الدود ولماذا البغى والطغيان وسوف نلقى فى تراب القبور وكل نفس ذائقة
الموت ونحن عنه غافلون فسوف يأتى بغته فماذا نحن فاعلون ؟ انها دعوة للتذكرة بالمصير المحتوم فمهما طال العمر كلنا ميتون , ماذا
أعددنا هل وصلنا رحمنا وبرينا والدينا واعددنا أكفاننا وجهزنا قبورنا وكتبنا وصيتنا ؟؟؟ هل أدينا الصلاة والزكاة وصمنا مع الصائمين
هل هل هل؟؟؟؟؟؟؟ اسئلة كثيرة تدور فى الذهن وياليت نستعد قبل أن يأتى يوم لابيع فيه ولاخلان ولا تنفعنا شفاعة الا من أتى الله بقلب
سليم . كلنا نعد العدة والملابس والادوات ومايلزمنا عندما نستعد للقيام بأى رحلة او سفر ولكن هنا الرحلة أبدية لارجوع بعدها رحلة
بلا عودة سفر بلا انيس أو جليس أو رفيق ألا صحيفتك فتفكر فيها وقد اسودت وفى نفس كلما نصحت صدت وفى ذنوب ماتحصى لو
عدت فتوب الى الله قبل الموت , واجعل اعمالك خالصة لوجه الله وليس ارضاء لمخلوق من البشر فلا تميت الضمائر ولا تخرب الذمم
فسوف تقف بين يدى الله وكل مافعلت بين يديك فاسأل نفسك وحاسبها قبل أن تسأل وتحاسب , فالموت ليس له صاحب فاذا جاء انتهى
كل شئ فى الحياة وليس له مكان محدد فلا تستطيع الهروب منه فاينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم فى حصون مشيدة وليس له زمان
فملك الموت يعمل فى كل ثانية ولا ينتظر أحد ولكن الكل ينتظره فقبله شئ وبعده شئ اخر فبه نهايه مرحلتنا فى الحياة الدنيا ,هل
سنقول يارب لولا أخرتنى الى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين هل ستندم وتعض على فكيك حيث لا ينفع الندم ولن ينفعك بشر
بعت دينك ارضاءا له وارتكبت الذنوب فى حق الابرياء وظلمتهم لتنال نظرة رضا من عبد مثله مثلك ياليتك تستيقظ من غفلتك وتعلم
انك فى هذه الدنيا غريب وعابر سبيل وذكر نفسك بالقبور التى تنتظرك فلا تهتم كثيرا بالدنيا وزخرفها ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به
الغريب فى غير وطنه فأذا اشرق الصباح بنوره فلا تنتظر المساء وان حل بظلامه فلا تنتظر للشمس اشراق

فاليتنا نعرف بماذا يلقانا ملك الموت بعد خروجنا من الدنيا , فاذا القبر ناداك هل تعرف ما صنعت بالأحبه؟ فقد خرقت الأكفان
ومزقت الأبدان ومصصت الدم وأكلت اللحم , وهل تعرف ما صنعت بالاوصال ؟ لقد قال :نزعت الكفين من الذراعين والذراعين من
العضدين والعضدين من الكتفين والوركين من الفخدين والفخدين من الركبتين والركبتين من الساقين والساقين من الركبتين . يقول
سيدنا عمر رضى الله عنه الا ان الدنيا بقاؤها قليل وعزيزها ذليل وشبابها يهرم وحيها يموت فالمغرور من اغتر بها , أين سكانها
الذين بنوا مدائنها ماذا صنع التراب بأبدانهم ؟ والديدان بعظامهم وأوصالهم ؟كانوا فى الدنيا على أسرة ممهدة وبين خدم يخدمون
وأهل يكرمون فاذا مررت بهم فاسأل غنيهم مابقى من غناه؟ وسل فقيرهم مابقى من فقره؟سلهم عن الألسنه التى كانوا بها يتكلمون
ويكذبون ويفترون وللمكائد للابرياء يكيدون سلهم عن الأعين التي كانو بها الى اللذات ينظرون ... وسلهم عن الجلودالرقيقه
والوجوه الحسنة...... والاجساد الناعمه ماصنع بهاالديدان؟ لقد محت محاسنهم ومزقت أشلاءهم , أين خدمهم أين عبيدهم لقد واروا
تحت التراب واصبح الليل والنهار عليهم سواء وفارقوا الاهل والاحباب وتزوجت نسائهم واهملت فى الطرقات أبناؤهم فيا ساكن
القبر غدا ما الذى غرك من الدنيا ؟؟؟ اللهم اجعلنا ممن نشتاق الى لقاءك غير وجلين ولا مزحزحين واجعلنا ممن رضيت عنهم هاهو
السؤال الذى قرأته وسألته لاخى وصديقى الدكتور فى وسط حوار بيننا فقال هذا سؤال اعتراضى ويجب ان يكون ايجابى أى يجب أن
نقول ماذا أعددت للجنه بدلا من أن نقول ماذا أعددت للموت وأسال نفسى قبلكم ماذا أعددنا لهذا أو ذاك فسبحان الذى كتب على عبيده
الموت والفناء وتفرد سبحانه بالحياة والبقاء

وفاء القناوى